ميخائيل نعيمة وقصيدة اوراق الخريف تناثري تناثري سادس اعدادي
ميخائيلْ نعيمة وقصيدةُ أوراقِ الخريفِ تناثري تناثري سادس إعدادي.
أصبحتْ لديهِ ملكةٌ نقديةٌ كانَ حصيلتها كتابَ الغربالِ . عادَ بعدَ ذلكَ إلى لبنانَ واهتمَ بالأدبِ والنقدِ والتأليفِ لهُ ديوانُ بعنوانٍ همسَ الجفون.
- أسلوب واضح الأفكار
- عذب الألفاظ رقيق الموسيقا
- تنوع في القوافي
- ميل إلى الأوزان الراقصة رقص سقوط ورق الشجر في الخريف
تنتمي هذهِ القصيدةِ إلى الشعرِ الرومانسيِ بأجوائهِ الحالمةِ والذاتِ المتأملةِ . يخاطبَ فيها الشاعرُ أوراقُ الأشجارِ في الخريفِ .
وهيَ تتناثرُ بعدَ أنْ كانتْ مجدا غابرا ومرقصا للشمسِ وأرجوحةٍ للقمرِ وقيثارةِ الليلِ والسحرِ . فصارتْ مجردٌ ذكرى بعدَ أنْ عافها الشجر وتجردِ منها .
الشاعر يخاطبُ ورقةَ الشجرِ ويدعو إلى قبولِ ذلكَ لأنهُ مصيرُ الوجودِ واستجلاءِ لغزِ الحياةِ والموتِ .
إذْ إنهُ ينظرُ إلى المظاهرِ والأشياءِ بحدقةِ الفيلسوفِ الذي يتوقعُ نهايتها منذُ بدايتها كم أزهرتْ منْ قبلكَ وكمُ ذوتْ ورود . أسلوبُ العبارةِ عندهُ يعتمدُ أسلوبَ النداءِ الذي يدنو منْ التساؤلِ وينطوي على معنى اللهفةِ معَ غلبةِ الأسلوبِ التقريريِ أيْ التوضيحِ والبيانِ .
تتحولَ انفعالاتِ الشاعرِ إلى أفكارٍ مستمدةٍ منْ الواقعِ إطارَ الواقعِ بابتعادهِ عنْ الخيالِ الذي يوحي أكثرَ مما يفصحُ الشاعرُ لمْ يتلمسْ لانفعالاتهِ صورةَ تحركِ الذهنِ .
وتذكرَ بالعلائقِ الغامضةِ بينَ الروحيِ والحسيِ . بلْ استعارَ الشاعرُ مشهدا شائعا وأفادَ منْ دلالاتهِ المباشرةِ . كانتْ أبياتُ قصيدتهِ صورا واقعيةً حسيةً تقتصرُ على دلالتها الواقعيةِ بذاتها .
ظاهر الكلامِ في القصيدةِ مرتبطٌ بأوراقِ الشجرِ . وباطنهُ بالحياةِ والموتِ سنيٍ العمرِ . كونَ طبيعةَ التجربةِ الشعريةِ عندَ الشاعرِ تقتربُ منْ السردِ الذي يعني بذكرِ الأحداثِ الفعليةِ الواقعةِ .
الشاعرُ هنا لا يستطردُ إلى التفاصيلِ ولا ينصرفُ إلى الوصفِ الخارجيِ . فهوَ هنا فيلسوفَ منْ فلاسفةِ الجمالِ ينظرُ بعينِ الفنانِ إلى مظاهرِ الوجودِ .
فيرى الجمالُ في كلِ شيءِ حتى في الأشياءِ الميتةِ والأوراقِ المتساقطةِ وما سنهُ لهذا الكونِ منْ قوانينَ ونواميسَ . وقدْ عبرِ الشاعرِ عنْ هذا كلهُ .
بأسلوبٍ واضحٍ الفكرةِ عذبٌ الألفاظِ رقيقٌ الموسيقا راقصٌ الأوزانِ ليحاكيَ تراقصَ أوراقِ الأشجارِ وتتابعُ تساقطها في الخريفِ .